الجودة 000  والتعليم

Quality …. and Education

 يجتاز عالمنا اليوم مرحلة انتقالية بالغة الأهمية للوصول إلى عصر جديد يتميز بمتغيرات نوعية غير مسبوقة تجسدت في بعض التغيرات أبرزها التغيرات الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعولمة، بالإضافة إلى التغيرات الاقتصادية.

التحديات العصرية التي تقابل النظام التعليمي

  • عدم إسهام مخرجات التعليم بفاعلية في تنمية المجتمع.

  • عدم الارتباط بين تخصصات التعليم ومتطلبات سوق العمل.

  • عدم مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات التنمية.

  • ارتفاع تكلفة التعليم في ضوء معدلات التضخم وزيادة الهدر التربوي في المؤسسات التعليمية.

  • عدم قدرة المدرسة على إثبات تطور كفاءات الطلاب على الرغم من التفاوت الواضح في قدراتهم واستعدادهم لمواجهة تلك التحديات.

 الحل 000 تبني بدائل لتطوير الإدارة التقليدية التي تهتم بجوانب العملية التعليمية ( المعلم – الطالب – المنهج – الأنشطة – التجهيزات .... الخ ) وكان الخيار التطويري المناسب هو تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة وبالتالي ضبط جودة التعليم وفقا للمواصفات القياسية للجودة الشاملة وقد ظهر هذا الاتجاه من خلال الوثيقة التي أعدتها وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية والتي تضمنت الرؤيا المستقبلية للتعليم في مصر والتي اشتملت على النقاط التالية:

  • تحقيق الجودة الشاملة.

  • تطبيق المعايير.

  • التحول من ثقافة التعليم المحدود إلى ثقافة التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة.

  • أن تصبح المدرسة مؤسسة تربوية تعليمية لها دور مؤثر في إعداد الطالب كقوى بشرية منتجة.

  • تحقيق منتج تعليمي متميز له قدرة تنافسية.

  • تحقيق الشراكة الفاعلة بين المؤسسة التعليمية والمجتمع المدني.

أساليب تطبيق الجودة في التعليم

يطبق نظام الجودة بخمسة أساليب:

أولا:  أسلوب المعيار الدولي (ISO)

مستويات المواصفة ( ISO 9000 ):

  • المستوى الأول (ISO 9001)

يتضمن مواصفات ضمان الجودة ويتكون من العناصر والمتطلبات الواجب توافرها في المنشأة أو المؤسسة وهي التصميم (Design)، الإنتاج (Produce)، التركيب (Install)، وخدمات الإنتاج (Service Products)، النمو والتطوير (Develop).

  • المستوى الثاني (ISO 9002) :

يتضمن مواصفات ضمان الجودة ويهتم بالإنتاج ( Production ) والتركيب ( Installation ). أو خدمة ما بعد البيع وتضم ( 18 عنصرا ) من عناصر الجودة وحيث أن المدارس لا تقوم بتصميم المناهج فهي تخضع لنظام المواصفة (ISO 9002)

 
 
  •  المستوى الثالث ( ISO 9003 ) :

يتضمن مواصفات ضمان الجودة ويهتم بالفحص والاختبارات النهائية ( Final Inspection ). 

متطلبات (ISO 9002).

1

مسئولية الإدارة

Management responsibility

10

ضبط تقييم الطلاب

Control Assessment of Students

2

نظام الجودة

Quality system

11

حالة الفحص والاختبار

Inspection and test status

3

القبول والتسجيل

Acceptance, Recording

12

ضبط الحالات غير المطابقة

Control of nonconforming status

4

ضبط الوثائق والبيانات

Document, Data  control

13

تصحيح الإجراءات

Corrective action

5

المشتريات

Purchasing

14

التناول والتخزين والحفظ والنقل

Handling، storage، packaging, delivery

6

الرعاية والعناية بالطلاب

students' care

15

ضبط السجلات

Control records

7

تتبع العملية التعليمية للطلاب

Follow the process

16

التدقيق الداخلي للجودة

Internal quality audits

8

ضبط ومراقبة العملية التعليمية

Process Control

17

التدريب

Training

9

الاختبار

test

18

الضبط الإحصائي

Statistical control

إجراءات التسجيل تشمل مراجعة الوثائق بواسطة الوكالة / المؤسسة المانحة لشهادة الأيزو، وقبل الشروع في الاتصال بالوكالة المانحة للشهادة يتطلب من المؤسسة أن تقوم بعملية تقيم نظام الجودة الذي يقوم بتلبية متطلبات مواصفات ضمان الجودة، ومن ثم إدخال بعض التعديلات ومعالجة الأخطاء في حالة وجود قصور في نظام الجودة.

وبعد ذلك يتم الاتصال بالوكالة المانحة للشهادة وتدعى (Accreditation Agency) أو تدعى أحيانا بالوكالة المسجلة ( Registrar )، وتتم عملية التقييم هذه بعدة أمور منها أجراءات التدقيق قبل التقييم ومن ثم تبدأ عملية التقييم (Assessment) بواسطة أثنين أو ثلاثة مدققين على نظام ضمان الجودة، وبعد تحقق الشروط المطلوبة يتم رفع تقرير إلى الوكالة المانحة يوصى بمنح الشركة شهادة الايزو 9000 وبعد منح الشركة شهادة ( الايزو 9000 )، تقوم الوكالة المانحة بإجراء عملية مراقبة دورية ( Surveillance ) نصف سنوية أو سنوية، وكذلك إعادة للتقييم الشامل لنظام ضمان الجودة كل ثلاث سنوات، للتأكد من استمرارية نظام ضمان الجودة بالصورة المطلوبة.

  • ملاحظات هامة:

01- "ISO" كلمة مشتقة من الكلمة الإغريقية ( ISOS ) أي التساوي وليست اختصار التسمية  (International Organization for Standardization) وفي مجال المواصفات تعني ( ISO ) تساوي الشيء أو التطابق أو التماثل بالمقارنة مع المواصفة.

02- "ISO" هي منظمة غير حكومية وليست جزءاً من الأمم المتحدة، مع أن أعضائها يمثلون أكثر من (120) بلداً.

03- كافة المواصفات الصادرة عن المنظمة اختيارية مع أن الكثير من الدول تعتبرها مواصفات وطنية لها.

04- "ISO" غير مسئولة عن التحقق بمدى مطابقة ما ينفذه المستخدم للمواصفة مع متطلبات هذه المواصفة.

05- من الضروري التمييز بين المواصفة القياسية للمنتج التي تبين الصفات المميزة المختلفة التي يجب أن توفر في المنتج ليكون مطابقاً للمواصفة القياسية له، والمواصفة القياسية لنظام إدارة الجودة الذي يحدد أسلوب إدارة الجودة في الشركة، الذي يضمن مطابقة المنتج لمستوى الجودة الذي تم تحديده من قبل الشركة. مع مراعاة أنه يمكن للشركة أن تحدد مستوى الجودة الذي تريده لمنتجها بالاعتماد على دراسة السوق ومتطلبات العميل.

06- يساعد نظام إدارة الجودة على تخطيط المنتج المطلوب والحصول عليه على الدوام بنفس مستوى الجودة الذي تم تحديده.

07- تطبق أنظمة إدارة الجودة اليوم لدى أكثر من ربع مليون مؤسسة صناعية وخدمية في العالم.

 

ثانيا: النموذج الأوروبي للتميز ( EFQM )

European Foundation Quality Management   

إن فكرة إدارة الجودة الشاملة تعنى ان التحكم بالجودة يجب ألا يكون مقتصرا على فحص الإنتاج النهائي عند نهاية خط الانتاج. بل يجب أن يكون الشيء الذىّ تنفذه المؤسسة من لحظة وصول الخامات، إلى لحظة خروج المنتجات في شكلها النهائي والمطابق للمواصفات من المؤسسة.

إن نموذج المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة أحد هياكل المنظمات الشائعة الاستخدام في أوروبا وهو مبنى على تسعة معايير. خمسة منها تمثل المسببات وأربعة للنتائج. معايير المسببات تحتوى على ما تفعله المنظمة ومعايير النتائج على ما تحقّقه المنظمة. النتائج المحققة من المسببات ورد فعل النتائج تساعد على تحسين المسببات .

مجال استخدام نموذج المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة:

  • تقييم المنظمة. ( لذلك يحدد أين يجب التركيّز لتحسين النشاط )

  • المعايرة النموذجية.

  • مراجعة وتطوير الإستراتيجية.

مفاهيم نموذج المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة

  • تحقيق النتائج الني ترضي كل أصحاب المصالح بالمنظمة.

  • التوجه للعميل من خلال إيجاد قيمة دائمة للعملاء.

  • قيادة المنظمة من خلال الرؤية المستقبليّة والملهمة.

  • الإدارة بالحقائق أي إدارة التنظيم من خلال مجموعة من النظم المعتمدة والمرتبطة، والعمليات والحقائق.

  • زيادة مساهمة الموظفين من خلال تطويرهم واندماجهم

  • التعليم والتحسين المستمر من خلال تحدّى الوضع الراهن وإنجاز التغير باستخدام التعليم لخلق الإبداع وتحسين الفرص.

  • تطوير المشاركة . طوّر وأبقي القيمة المضافة من المشاركة.

ثالثا: الأسلوب الياباني أو أسلوب التحسين المستمر

 Kaizen

كايزن (  KAIZEN)

ظهر مفهوم كايزن (  KAIZEN) للوجود على عام 1984م على يد الخبير الياباني ماساكي إماي وكلمة كايزن (KAIZEN) تتكون من كلمتين يابانيتين :

  • كاي ( KAI ) وتعني التغيير ( CHANGE )

  • زن ( ZEN ) وتعني الأحسن ( GOOD ) أو للأفضل ( FOR THE BETTER )

  • تترجم ( KAIZEN ) إجمالاً إلى (Continual Improvement) أو التحسين المستمر

جمبا كايزن (  Gemba KAIZEN)

  • جمبا ( Gemba ) : هي كلمة يابانية تعني موقع العمل الفعلي أو بمعنى آخر أين تحدث العمليات التي تعطي قيمة مضافة.

  • تترجم (  Gemba KAIZEN) إجمالاً إلى التحسين المستمر في مواقع العمل أو العمليات.

  • إن جمبا كايزن (  Gemba KAIZEN) هي مجموعة من الأدوات الإدارية التي تستخدم عالمياً لتجعل العمليات التي تتم داخل المؤسسة على المستوى الأول عالمياً .. أي التغيير لتصبح الأفضل عالميا وذلك من خلال رفع القدرات الإبداعية للعاملين ومشاركتهم في التغيير.

التغيير باستخدام كايزن

 كل عمل ينفذ يمكن تحسينه وكل عملية تتم لابد وأنها تحتوي هدراً أو هالكاً ( waste ) وتقليل أو التخلص من هذا الهدر ينتج قيمة مضافة للعملية وللعميل المستفيد من ناتجها. لذلك تعد فكرة التخلص من الهدر في العمليات هي المحور الرئيسي للتغيير من خلال كايزن ولذلك تعتبر كايزن عملية تحسين دائمة.

أساس كايزن

  • مودا (Muda)كلمة يابانية تعني الأعمال الغير مفيدة أي التي لا تعطي قيمة مضافة.

  • أي نشاط ( عمل ) = عمل مفيد + عمل غير مفيد بمعنى آخر = عمل مفيد + مودا ( Muda )

  • كايزن تركز على مهاجمة كل ( مودا ) موجودة في ( جمبا )

أنواع المودا

1- هدر الإنتاج الزائد عن الحد

2- هدر الانتظار

3- هدر النقل

4- هدر التشغيل

5- هدر التخزين

6- هدر الحركة

7- هدر الإصلاح/ المرفوضات

نتائج تطبيق كايزن

  • تقليل في زمن التشغيل بنسبة ( 50:70 % )

  • زيادة في الكفاءة بنسبة ( 20:40 % )

  • توفير في التكلفة بنسبة ( 20:40 % )

  • تقليل للأخطاء بنسبة ( 40:60 % )

  • تقليل في المساحة المستخدمة بنسبة ( 50 % )

  • تحسن ملموس في معنويات العاملين

  • تمكين الموارد البشرية

  • اكتشاف قدرات وإمكانيات جديدة.

 تطبيق كايزن يتضمن عناصر تقنية واجتماعية

  • إن هدف التغيير باستخدام كايزن هو التخلص من الهدر أو الفاقد في العمليات قدر الإمكان مما يؤدي بالتالي لتحسن زمن العملية وتكلفتها وجودتها وهذا هو الجانب التقني في العملية.

  • الجانب الاجتماعي في كايزن يتضمن التغيير في ثقافة العاملين والمؤسسة من خلال التعلم واعتبار أنشطة التعلم جزء أساسي في فلسفة كايزن حيث يتعلم الفرد كيف يحدد أهدافه ويصل إليها بنفسه.

رابعا: الأسلوب الاسكتلندي في الجودة ( SQMS )

Scottish Quality Management System

خصائص النظام الإسكتلندي في الجودة ( SQMS )

يعتبر نظام إدارة الجودة الإسكتلندي نظاما عالميا، لذلك قامت العديد من الدول المتطورة كإستراليا وإنجلترا وبولندا وإيرلندا بتبنيه، وهو يستخدم كأداة علمية تعني بالتقييم الذاتي من أجل تطوير المؤسسة التعليمية، وهو يتميز عن غيره من الأنظمة بأنه صمم خصيصا ليلائم طبيعة التعليم الفني والمهني، ويتصف بالشمولية في إدارة مؤسسات التعليم إذ إنه يغطي جميع العمليات التي تجري في المؤسسة ولما يوفره من مجموعة من المؤشرات التي تهتم بمجال تنمية الموارد البشرية وهو بذلك يعتبرموازيا للنموذج الأوروبي للتميز، وهو أيضا يهدف إلى ضمان ديمومة التطوير في المؤسسات التعليمية فضلا عن تقليل التعقيدات الإدارية، كما أنه يحقق العديد من الفوائد كما تشير الدراسات العلمية والتي ترتب عليها تحسن الإنتاجية العامة للمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى أنه يركز على تلبية حاجات المستفيدين من النظام التعليمي  المتعلمون، أولياء الأمور، سوق العمل، المجتمع المحلي، المعلمون والإداريون).

المعايير التي يرتكز عليها نظام ( SQMS )

يتكون نظام ( SQMS ) من عشرة معايير تصف خصائص نظام إدارة المؤسسات التعليمية بصورة شاملة، ويمكن من خلاله أيضا تطبيقه على جميع المراحل الدراسية ( رياض الأطفال، الإبتدائية، الإعدادية، الثانوية، الجامعية ) نوجزها على النحو التالي:

  • الإدارة الإستراتيجية: وهي تعمل على رسم السياسة العامة للمؤسسة التعليمية، وبناء الخطط التي تحدد اتجاه المؤسسة، كما وتعتبر خطة العمل الوثيقة الرئيسية في هذا المعيار.

  • إدارة الجودة: ويقيس فيه مدى قدرة المؤسسة التعليمية على توفير الخدمة التي تحقق توقعات المستفيدين من المؤسسة التعليمية.

  • التسويق ورعاية العميل: ويهدف هذا المعيار إلى بناء البرامج الدراسية والتعليمية وفق المهارات التي يتطلبها سوق العمل وذلك لضمان سلاسة انتقال الطالب من مقاعد الدراسة إلى بيئة العمل.

  • الموارد البشرية: وهو الذي يضمن التدريب المستدام للموارد البشرية بما يجعل جميع العاملين قادرين على أداء عملهم بفاعلية و إنتاجية عالية، أي بمعنى أن يصبح لديهم الكفاية اللازمة لأداء أعمالهم بصورة صحيحة.

  • تكافؤ الفرص: ويضمن هذا المعيار تكافؤ الفرص لجميع المتعلمين والعاملين في المؤسسة التعليمية وسوق العمل بما يعزز الشعور بالرضا وبالتالي تحسن الإنتاجية.

  • الصحة والسلامة: أي وجود بيئة صحية آمنة لجميع المتعلمين والعاملين والزائرين بالمؤسسة التعليمية.

  • الاتصال والإدارة: يسعى هذا المعيار إلى تبني نظريات إدارية حديثة تضمن تحقيق الأهداف المطلوبة وذلك بضرورة التواصل بين أطراف العملية التعليمية.

  • خدمات الإرشاد: يعنى هذا المعيار بالمتعلم من خلال تقديم الدعم بشتى صوره، أكاديميا ونفسيا واجتماعيا، حتى يستطيع التعايش مع المجتمع بشكل إيجابي بعيدا عن الضغوطات التي يواجهها.

  • تصميم البرنامج وتنفيذه: ويختص هذا المعيار ببناء البرامج الدراسية والمواد التعليمية حيث ينبغي أن تبنى نواتج التعلم للبرامج الدراسية في ضوء متطلبات سوق العمل، كما يعني هذا المعيار أيضا بتنفيذ البرامج الدراسية واختيار طرائق التدريس المناسبة التي تركز على الأنشطة واحتياجات المتعلمين.

  • التقييم ومنح الشهادات: يؤكد هذا المعيار على ضرورة منح الطلاب المؤهلات التي يستحقونها استنادا إلى جملة من أدوات التقييم التي تكفل النزاهة والعدالة.

خامسا: إدارة الجودة الشاملة

Total Quality Management

تعد الجودة الشاملة ( Total Quality )، وإدارة الجودة الشاملة ( Total Quality Management  ) تعبيران شائعان في اللغة الإدارية المعاصرة. ويعبران عن توجه عالمي يسيطر على فكر وتصرفات القيادة الإدارية، ويؤثران كثيراً على قراراتها في كل مجالات عملها، ورغم الاهتمام الواسع بمفهوم إدارة الجودة الشاملة، إلا أن أصل الموضوع قديم ويعود إلى عهود تطور الإدارة منذ عهد الثورة الصناعية وإن كان البعض يرجع بذلك إلى عهود الفراعنة، (السلمى، 1997، 9).

الجودة الشاملة TOTAL QUALITY )

هي فلسفة مشتركة ومترابطة تهدف لتلبية احتياجات الزبائن المتغيرة وتوقعاتهم بشكل مستمر وتام وبنجاح أكبر من المنافسين وذلك من خلال التحسين المستمر للمؤسسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة المؤسسة والتطوير الذاتي لموظفيها، وبالتالي تحسين نوعية الحياة في المجتمع.

وتعتبر كل مؤسسة حالة فريدة بحيث لا يمكن اعتبار مؤسستين أنهما متشابهتان حتى ولو كانتا تمارسان نفس النشاط ( كالتعليم مثلاً ).

إدارة الجودة الشاملة TOTAL QUALITY MANAGEMENT )

لتحويل فلسفة الجودة الشاملة إلى حقيقة في مؤسسة ما ، يجب ألا تبقى هذه الفلسفة مجرد نظرية دون تطبيق عملي. ولذلك بمجرد استيعاب مفهوم الجودة الشاملة يجب أن يصبح جزءاً وحلقة في عملية الإدارة التنفيذية من قمة الهرم التنفيذي إلى قاعدته، وهذا ما يسمى بإدارة الجودة الشاملة. وهي عملية طويلة الأمد وتتكون من مراحل محدَّدة بشكل جيد وتتبع إحداها الأخرى بحيث تصبح مألوفة للمؤسسة ويتم تنفيذها باستمرار.

وبالتالي يمكن تعريف نظام إدارة الجودة الشاملة بأنه أسلوب للإدارة الحديثة يلتزم بتقديم قيمة لكل العملاء من خلال إيجاد بيئة يتم فيها تحسين وتطوير مستمر لمهارات الأفراد ولنظم العمل وصبغ كل جانب من جوانب المنشأة ونشاطاتها بصبغة التفوق، إضافة إلى الالتزام بمبادئ نظام الجودة الشاملة، والتي تتمثل في إرضاء العميل، ودعم العمل الجماعي، واستخدام الوسائل الإحصائية البسيطة لمراقبة سير العمل وتحديد أنواع الانحرافات.

الرؤية ( VISION )

ويعني هذا المصطلح، قدرة المؤسسة للرد على السؤال التالي: أين نتواجد كمؤسسة على المدى الطويل؟ وبالتالي فإن الإجابة على هذا السؤال توضح كيف ترى المؤسسة مستقبلها.

بالرغم من أن الرؤية يمكن أن تنبعث من ذهن قائد واحد ، إلا أنه يمكن الحصول على تعاون والتزام أكبر إذا كانت هذه الرؤية ناتجة عن جهد مشترك لفريق الإدارة العليا.

الرسالة ( MISSION )

ويعني هذا المصطلح في الإدارة ، قدرة المؤسسة للرد على السؤال الأساسي : لماذا نحن موجودون؟

ويساعدنا هذا التعريف في فهم كيف ترى المؤسسة نفسها في الوقت الحاضر، وكيف توفِّر معلومات عن اهتماماتها وزبائنها ومنتجاتها والخدمات التي تقدمها والأسواق التي تلبي احتياجاتهـا وفلسفتها.

أسباب فشل الجودة الشاملة

رؤية الجودة الشاملة على أنها برنامج أو جهداً إضافياً لإدخال التحسينات، أو مغامرة منفصلة عن باقي المشروعات، بدلاً من رؤيتها على أنها جزء من عملية متكاملة وشاملة ومترابطة. ونتيجة لذلك يحدث شعور بالارتباك التنظيمي وفقدان الثقة بالإدارة.

وعندما يصرح المدير العام بأن مؤسسته تطبِّق برنامجاً للجودة الشاملة، فإن هذا البرنامج يكون بالتأكيد محكوماً عليه بالفشل، والسبب بسيط جداً وهو: أن الجودة الشاملة ليست برنامجاً بل هي فلسفة مشتركة تشكِّل جزءاً جوهرياً من قيم وثقافة المؤسسة وتساعد في تفسير سبب وجود المؤسسة وماذا تفعل وكيف تفعل ذلك. وعلى ذلك ، يجب أن يستمر وجود الجودة الشاملة عاماً بعد عام ما دامت المؤسسة موجودة. 

لماذا نحتاج إلى الجودة الشاملة في التعليم ؟

  • العجز التعليمي ( استثمار في التعليم دون العائد ).

  • ازدياد معدلات البطالة.

  • أتساع الفجوة بين الإنتاج والتعليم.

  • تكاليف التعليم المرتفعة على الحكومة .

  • التعليم مركز في الأغلب على المعارف والمعلومات ولا يهتم كثيرا بالسلوكيات والمهارات.

  • عدم المشاركة في تصميم البرامج التعليمية على جميع المستويات.

  • الخلل في الأدوار التنظيمية.

أهداف الجودة الشاملة في التعليم :

  • تطوير الأداء لكل العاملين بالمدرسة من خلال المتابعة الفاعلة وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة وتنفيذ برامج التدريب المستمرة لجميع العاملين وتنمية روح العمل الجماعي.

  • تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم تقوم على أساس التوثيق للبرامج والإجراءات والتفعيل للأنظمة واللوائح والتوجيهات.

  • اتخاذ الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها ودراسة المشكلات وتحليلها بالأساليب العلمية واقتراح الحلول المناسبة لها ومتابعة تنفيذها وتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات.

  • الوقوف على المشكلات التربوية والتعليمية في الميدان.

  • التواصل التربوي مع الجهات الحكومية والأهلية التي تطبق نظام الجودة.

فوائد الجودة

  • الوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع والوصول إلى رضاهم وفق النظام العام لوزارة التربية والتعليم.

  • رفع مستوى الوعي لدى الطلاب وأولياء أمورهم تجاه المدرسة من خلال تقوية الولاء للعمل في المدرسة والتحفيز على التميز والإبداع والمشاركة في أنشطة وفعاليات المدرسة.

  • ضبط شكاوي الطلاب وأولياء أمورهم والإقلال منها ووضع الحلول المناسبة لها.

  • ضبط وتطوير النظام الإداري بالمدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات.

  • زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى كل العاملين بالمدرسة.

  • توفير جو من التفاهم والعلاقات الإنسانية بين جميع العاملين بالمدرسة والعمل بروح الفريق.

  • تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية لمنع حدوثها مستقبلاً.

  • تطبيق نظام الجودة يمنح المدرسة الاعتراف والتقدير المحلي والعالمي.

متطلبات  تطبيق نظام الإدارة بالجودة الشاملة في التعليم

أولا: مفاهيم أساسية

  • لا يتم التحسين والتطوير إلا إذا تم الاعتراف بأن هناك مشاكل تتطلب إحداث تغيير وتطوير.

  • لابد من استثمار الموارد البشرية الموجودة وإشراكهم في عملية التحسين والتطوير والتغيير والتعديل لأساليب العمل.

  • النظر للجودة على أنها منهج إداري يسعى لإيجاد بيئة العمل والآليات والمعايير المناسبة لتحقيق التميز.

ثانيا: متطلبات ضرورية

  • خلق بيئة عمل مناسبة بصورة متدرجة لتطبيق الجودة الشاملة.

  • استشعار أهمية التدريب قبل وأثناء الخدمة.

  • استشعار أهمية استثمار العقول البشرية المتوافرة.

  • أدلة إرشادية عملية لجميع الأعمال داخل القطاع التعليمي.

  • استشعار أهمية بناء وتشكيل فرق العمل داخل القطاع التعليمي.

  • استشعار أهمية مبدأ التحفيز للعاملين داخل القطاع التعليمي.

  • قاعدة معلومات وبيانات إحصائية داخل القطاع التعليمي.

  • التنسيق بين الجهات التعليمية وغيرها كمنظومة متكاملة.

  • معايير تقييم قبل وأثناء وبعد أداء العمل في القطاع التعليمي.

  • اعتماد العمل بالدراسات القائمة على البحث العلمي المقنن .

  • دراسة تجارب الآخرين والإفادة منها بما يتناسب مع واقعنا.

ثالثا: خطوات تطبيقية

01-  تبني الإدارة العليا تطبيق الجودة

  • القناعة والتأييد والدعم .

  • إقناع جميع القياديين على المشاركة والمساندة 0

  • تقدير ومكافأة الإنجازات .

  • تذليل المعوقات والصعوبات.

  • توفير الموارد المطلوبة .

  • الموافقة للجهة المعنية بتنفيذ وإقرار التحسينات والقرارات المتخذة.

02- التوعية ونشر مفهوم الجودة

  • إنشاء موقع للجودة على (الإنترانت) .

  • نشرات ومطويات عن الجودة الشاملة 0

  • دورات تدريبية عن الجودة الشاملة 0

  • زيارات ميدانية للمنشآت التي تطبق الجودة الشاملة 0

  • توزيع أشرطة فيديو أو أقراص CD عن الجودة الشاملة 0

  • توفير المعلومات على الشبكة الداخلية 0

  • المشاركة في الندوات واللقاءات بالداخل والخارج

  • القناعة والتأييد والدعم .

03- دراسة اتجاهات العاملين نحو تطبيق الجودة  

  • استطلاع اتجاهات العاملين نحو تطبيق الجودة .

  • دراسة وضع العاملين والمؤسسة وإمكانية تطبيق الجودة 0

  • دراسة اللوائح التنظيمية والقواعد الأساسية لأعمال المؤسسة التعليمية.

  • دراسة الإمكانيات المادية والبشرية للمؤسسة التعليمية

04- تقييم وتشخيص الوضع الحالي

  • تقييم الوضع القائم للمؤسسة التعليمية لدعم الايجابيات وتفادي السلبيات 0

  • تقييم الأهداف الأساسية والإجرائية والرسالة والرؤية المستقبلية للمؤسسة التعليمية .

  • تحديد المواد والأدوات والموارد المطلوبة0(ميزانية-أجهزة-دورات)

  • تحديد علاقة المؤسسة التعليمية بالجهات الخارجية الأخرى .

  • وضع جدولة زمنية بالأهداف والأعمال والمهام المطلوب تحقيقها

05- الإعداد والتهيئة داخل المؤسسة

  • تشكيل مجلس للجودة داخل المؤسسة التعليمية .

  • إعداد هيكل تنظيمى لتطبيـق الجودة من خلال فرق العمل  0

  • اعتماد الأهداف الأساسية والإجرائية والرسالة والرؤية المستقبلية .

  • تعيين ممثل للإدارة العليا ليكون حـلقة الوصل بين القيادة والميدان.

  • البحث عن تجربة ناجحة طبقت نظام الجودة  للاستفادة منها0

  • تحديد جهة إشرافية خارجية عند الحاجة تتولى الإشراف على التطبيق

06- بناء وتكوين فرق العمل وتحديد منهجية عملها

  • يقوم مجلس الجودة  باختيار قائد الفرق  وترشيحه للتدريب.

  • يقوم قائد الفرق بالتنسيق مع مدراء الإدارات لاختيار أعضاء الفريق حسب اختيارهم.

  • يقوم كل فريق عمل بالاجتماع  بمعدل ساعة يومياً كحد أدني.

  • يتبع الفريق منهجية محددة حسب الهدف من تكوينه.

07- حصر جميع العمليات القائمة وتحديد الخطوات الإجرائية لها

  • إن العمليات هي المحور الرئيس لعملية التغيير والتطوير والتحسين 0

  • أهمية اختيار العمليات التي تضيف قيمة على المخرج أو تساعد على ذلك 0

  • أهمية استخدام آليات عمل تتناسب مع تطوير العمليات وتحققه 0

  • يمكن العمل على استراتيجية من خلال المراحل التالية:

  1. تحديد العمليات وتحليلها

  2. تحديد العمليات المرشحة للتطوير والتحسين

  3. تحديد استراتيجيات التطوير والتحسين

  4. التطبيق

08- تخطيط وتوثيق شامل لنظام الجودة

إن التخطيط هو مرحـلة التفكـير في المستقبل التي تسبـق تنفيـذ أي عمل من الأعمال، وهو عملية التنبؤ بما ستكون الأحوال ووضع الأهـداف المطـلوب تحقيقها ورسم السياسـات التي ترشـد العامـلين في تنفيـذهم للأعمال. وفي التخطيط يحدد الوقت اللازم لتنفيذ كل جزء من أجزاء العمل مع ربط أجزاء العمل المختلفة بعضها ببعض من أجل تحقيق الأهداف في الوقت المحدد وهذا يستلزم توثيق شامل لنظام الجودة بالمؤسسة التعليمية من خلال:

  • إنشاء دليل الجودة بالمؤسسة التعليمية، ( وهذا الدليل يعتبر وثيقة شاملة )

  • إيضاح سياسة وأهداف الجودة ووصف كامل عن نظام الجودة بالمنشأة.

  • توثيق الخطوات الإجرائية للعمليات المحددة ، ( وهي تعتبر وثيقة توضح خطوات ومراحل إنجاز عمل معين بشكل شامل من البداية حتى نهاية العمل ).

  • الوصف الوظيفي لجميع العاملين بالمؤسسة التعليمية .

  • توثيق النماذج المستخدمة في جميع العمليات المحددة .

  • تنظيم الملفات والسجلات الإدارية لتطبيق نظام الجودة الأيزو ( وهي تعتبر  أرشيف كامل للوثائق تقدم أدلة عن ما تم تنفيذه خلال مراحل العمل ).

09- بدء تطبيق نظام إدارة الجودة

  • ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:

  • تحديد المشكلات ( فرص التحسين والتطوير )

  • تحديد الأسباب  ( دراسة وتحليل الأسباب )

  • اختيار أفضل الحلول .

  • تطبيق خطة أفضل الحلول .

  • التقييم والتدقيق والمتابعة .

  • تعديل وتوثيق الإجراءات والعمليات .

  • الاستمرار في التعديل والتطوير والتوثيق للعمليات .

  • نشر ونقل وتبادل الخبرات والنجاحات والأفكار داخل وخارج المؤسسة

10- التدقيق الداخلي

هو فحص نظامي مستقل لتحديد ما إذا كانت نشاطات الجودة والنتائج المنبثقة عنها تتطابق مع الترتيبات المخططة لها، وكشف مواطن الضعف داخل نظام الجودة وتحديد تلك العناصر التي تعوق عملية تحسين الجودة المستمرة .ويتم ذاك بواسطة الأدوات التالية:

 
  • المقابلات.

  • الملاحظات

  • فحص الوثائق.

  •  زيارة الموقع.

  • البحوث العلمية.

 

11- مراجعة الإدارة العليا

ويتم خلال هذه المراجعة التركيز على ما يلي:

  • مدى تحقق الأهداف الموضوعة .

  • مدى فاعلية نظام إدارة الجودة .

  • مدى فاعلية البرامج التطويرية .

  • الحرص على تدعيم الإيجابيات ومساندتها، وتجاوز السلبيات والمعوقات  .

  • الحرص على استمرارية التحسين والتطوير

12- التسجيل والحصول على الشهادة

  • تعتبر هذه الخطوة اختيارية للإدارة العليا في حالة تحقيق نتائج مشجعة.

  • يتم اختيار الجهة المانحة وتقديم الطلب إليها وإرسال الوثائق المطلوبة لها لتدقيقها .

  • التحضير للتدقيق قبل عملية التقييم والفحص .

  • إعداد الترتيبات اللازمة لتنفيذ التدقيق والحصول على الشهادة.

معوقات تطبيق نظام الجودة الشاملة في المدارس

  •  عدم استقرار الإدارة وتغييرها الدائم .

  • التركيز على الأهداف قصيرة المدى .

  • التقليد والمحاكاة .

  • تعدد المستفيدين من المدرسة يترتب عليه صعوبة تحديد الأولويات .

  • تعجل المؤسسة التعليمية لتحقيق نتائج سريعة .

  • التركيز على تقييم الأداء وليس على القيادة الواعية .

  • عدم التقدير الكافي بأهمية الموارد البشرية .

  • اللبس حول التدريب وتقييم الأداء .

  • ضعف النظام المعلوماتي من حيث ندرة توافر البيانات والمعلومات على نحو دقيق وسريع عن النظام التعليمي .

  • تسيب العاملين وانصرافهم عن القيام بأداء واجباتهم جزئيا أو كليا .

  • الفشل في توفير معلومات عن الإنجازات المحققة .

  • عدم الإنصات الكافي للمستفيدين من العملية التعليمية .

  • الإدارة العليا لا تتبنى القضية .

  • لا توجد مخصصات كافية لبرنامج الجودة الشاملة .

  • العلاقات غير منسجمة بين الإدارات .

  • معايير قياس الجودة .... غائبة .

  • سلسلة الجودة .... مقطوعة .

  • فاعلية التدريب .... محدودة .

  • فلسفة التحسين المستمر .... غائبة .

 

المصدر: الجودة والتعليم م. علي علوان