الزخرفة عالم واسع من التأمل، فهناك الزخرفة الموجهة إلى خدمة فكر معين وهناك الزخرفة الموجهة إلى الناحية الجمالية وغالباً ما تبدأ الزخرفة مستندة إلى خلفية فكرية ومع مرور الزمن تتجرد من تلك الخلفية لتصبح جمالية الطابع فقط، ولا تنتهي الزخرفة من خدمة الفكر إلى خدمة الجمال إلا بعد ولادة عناصر زخرفية بدوافع فكرية حلت محل الأقدم منها لتجردها من فكريتها وتقصرها على ما يرى منها بشكل مباشر وبالطبع ليس ذلك إلا الجانب الجمالي دون الفكري عالم الزخرفة عالم قديم في وجوده وفكره ومدلولاته صاحب الإنسان ولازمه، ولم يقتصر الإنسان على استخدام الألوان في رسم عناصره الزخرفية بل استخدم طرقاً عديدة في إظهار عناصرها على الأواني الفخارية والمعدنية والخشبية والعظمية.

وتشتمل الأعمال الزخرفية على مجموعة من القواعد والأسس التي تخدم الغاية في التزيين والتجميل ، ومنح المعمار فنيته وجماليته ودلالاته..بحيث نستطيع أن نفهم آليات عمل الفنان في مجال الزخرفة. ونتوصل إلى دلالات وخصوصيات هذا البناء أو غيرها من الأعمال الفنية.

  • التوازن: وهو بمعناه الشامل يعبر عن التكوين الفني المتكامل عن طريق حسن توزيع العناصر، والوحدات، والألوان، وتناسق علاقاتها ببعضها، وبالفراغات المحيطة بها ، ويعتبر التوازن قاعدة أساسية لابد من توفرها في كل تكوين زخرفي أو عمل فني تزييني واستخدام التوازن في الزخرفة يشمل جميع المساحات والسطوح من أشرطة إطارات وحشوات.

  • التناظر أو التماثل: الذي ينظم بعض التكوينات الزخرفية بحيث ينطبق أحد نصفيها على الآخر وذلك بواسطة مستقيم يدعى (محور التناظر) والتناظر نوعان:

    • التناظر النصفي: ويظم العناصر التي يكمل نصفيها الآخر في اتجاه متقابل.

    • التناظر الكلي: وفيه يكتمل التكوين من عنصرين متشابهين تماما في اتجاه متقابل او متعاكس.

  • التشعب: ويتجلى في الزخارف النباتية أساسا ، وهو نوعان:

    • التشعب من نقطة واحدة : وفيه تنبثق الوحدة الزخرفية من نقطة إلى الخارج.

    • التشعب من خط: وفيه تتفرع الأشكال والوحدات الزخرفية من خطوط مستقيمة أو منحنية من جانب واحد أو من جانبين وتمتد ، ويبدو هذا النوع من التشعب في زخرفة الأشرطة والإطارات.

  • التكرار: ويتم عبر تكرار عنصر او وحدة زخرفية على نحو متواصل ، وهذا يعطي التكوين الزخرفي في جمالية بديعة ، وهو على أنواع ومنها:

    • التكرار العادي: وفيه تتكرر الوحدات الزخرفية في وضع ثابت متناوب متتالي .

    • التكرار المتعاكس: وفيه تتجاور الوحدات الزخرفية ، في اوضاع متعاكسة ، في الاتجاه والوضع .

    • التكرار المتبادل: وهو استخدام وحدتين زخرفيتين مختلفتين في تجاور وتعاقب.

  • التناسب: وهو عنصر على غاية من الضرورة لجمالية التكوين وذلك عبر التناسب بين العناصر وأجزاءها وهو يعتمد على الذوق الشخصي للفنان أو الذي يطلب من الفنان ذلك .

  • التشابك: وهو أحد مميزات الزخرفة العربية الإسلامية عبر تداخل الأشكال الهندسية أو تزهير وتوريق الوحدات النباتية وهو على نوعين:

    • التفاف وتشابك حلزوني بسيط يضم أوراقا وأزهارا متتابعة على ساق ملتوي.

    • التفاف وتشابك متعاكس وذلك عبر التفاف ساقين من النبات على شكل متعاكس تتخلله الأوراق والأزهار.

المرجع : موسوعة فن العمارة الإسلامية د.جمعة احمد قاجه